أول جروحى ...

كانت أول جروحي
سأرجع اليوم لأعزف على وتر جرحي
وأبوح ببعض ما يجول في حنايا قلبي

سأتكلم عن أوجاع الأيام
وغدر السنين والأزمان

فكل يوم ألقى الجروح
وتزداد في قلبي الطعون

الكبرياء من أميز سماتي
والتعالي كانت معاناتي

رضختهما لأجل خاطره
فكل ما لدي لا يسوى نظراته

كنا في الكون أجمل اثنين
يجمعنا الحب والوفاء والحنين

نجتمع تحت ضوء القمر
ونتبادل الحكاية والخبر

يجمعنا الحب والوفاء والطموح
وتهزن قلوبنا الطعون والجروح

اتفقنا على حياة بلا جرح
وأجمعنا أن الوفاء لا يحل

ولكن دوام الحال من المحال
والحلو لا يدوم في كل حال

فاجأئني بخبر سفره
وأوعدني بقرب رجوعه

لم أصدق تلك السالفة منه
كيف السفر وهو غير ملزوم عليه

فاكتشفت الإصرار على قراره
فزرعت أملا ينتظر عودته

لا أحب لحظات الوداع
حتى ولو كان بعدها اجتماع

ودعته في المطار
والدمع في عيني صار

كفكفت دمعي ونظرت إليه
فإذا ما بي قد غطى جفنه

لم أزد في الحديث معه
فكل ما في جعبتي قد تشتت أمامه

نطقت بكلمة ( وداعا ) فأسكتني
وقال على أمل اللقاء سنلتقي

انتظرت عودته بفارغ الصبر
وقلبي كان على أحر من الجمر

رجع بعد سنتين
ومقاله افرحي أيتها الحزينه

ترقبت أول نظراته
فرأيت البرود في عينه

في أول كلمة
أرجع لشفاي الابتسامة
ولوجهي الفرح والبشارة

أوقف نزف الروح
وأضمد بعض الجروح

استبشرت الفرح بقدومه
وأهلت البشارة برجعته

مضيت معها يومين
أسترجع حكاوي السنين

لكن أصبحت بيننا بعض الحواجز
ربما من لهفة اللقاء أو عدم البوح بالخواطر

بعد ثمان وأربعين ساعة
ربما تزيد أو تقل بثانية

هز كياني بجملة
وغرز قلبي بطعنة

قال ( أنا لم أعد لك )
نطقها وانجلى
ومن عالمي انحلى

عاد كبريائي سموا في شخصيتي
وفي داخلي خنجر يزيد في طعني

توقعت منه ذلك الكلام
فلم أسأله حتى عن الأسباب

ثم ابتعدت عن العالم والناس
فقلبي صار بلا إحساس

حاولت إيقاف نزف قلبي
عسى أن يطيب بعض جرحي

من يومها كان قراري
( أن لا أحب ) بعدما جرا لي

لئلا تزيد فيني الجروح
فتبكي عيني بلا دموع

ولكن اكتشفت بعدها
أن الحب هو أساس الحياء
إن كان أساسه الوفاء